Wednesday, July 16, 2008

أشواق

تاقت نفسي الى بيت الله الحرام..واشرأبت عنقي لرؤيته..وزاد شوقي كلما اقتربت من أرض مكة المباركه..حيث سأحظى بالقرب من الكعبة وأداء العمرة..
آآآآآآه ... كم انتظرت ذلك اليوم ..هذه ليست أول عمرة لي..لكن هي أهم عمرة سعيت لها..فهي عمرة مني لأبي رحمه الله تعالى..
في كل مره كنت أعتمر بصحبة أبي الحبيب..أما اليوم فأنا أعتمر من أجله..
شيء مؤثر جدا..أن يرتبط مكان ما بشخص ما..فإذا غاب ذلك الشخص تألمت النفس ..ودمي القلب..ودمعت العين..
في كل مشعر كنت أقوم به..أتذكر أبي الحبيب وهو يؤديه معي...هنا كنت أطوف مع أبي أمسك به ..ألف يدي حول ذراعه..وهنا كنت أسعى مع أبي..من الصفا الى المروه ممسكة بيده لا أتركها الا بين العلمين ليسبقني مهرولا ثم ينتظرني ليعاود ضم يدي بيده الحانية...
هنا كنا نقف وندعو..وهناك كنا نجلس ونتأمل وفي هذا المكان كنا نصلي
لم تفارقني دموعي وأنا أطوف وأسعى...وأنا لم أفارق الدعاء لأبي الذي حباني بعطفه وحبه
لن أنسى أبدا آخر مرة اعتمرت فيها مع أبي أنا وأختي ..كان رحمه الله يدعو لنا _كعادته_ بشده لكن هذه المره زاد وزاد.. وفي المسعى أمسك بيدي من جهه وبيد أختي من الأخرى ..ودعا لنا..ثم دعا..ثم دعا..ثم قال:إذا أتيتم هنا بعد موتي فتذكروني وادعوا لي بالرحمة..ثم دعا لنا ..ودعا أن يرزقنا الله بأزواج صالحين..عندها طلبت منه أن يدعو لأزواجنا الذين لا نعلمهم الله وحده يعلمهم..فبدأ رحمه الله بالدعاء لهم وأطال الدعاء..
تذكرت ذلك الموقف وأنا أسعى ..فحمدت الله أن استجاب دعوة أبي ورزقني وأختي بأزواج صالحين..انتبهت على صوت دعوات زوجي..الذي من الله علي به..فحقق به حلمي ودعوة أبي..فهو نعم الزوج الرائع ... عندها دعوت الله أن يجمعني بأبي وزوجي وأمي وابنتي واخوتي ومن أحببتهم في مستقر رحمته..في جنة لا فراق فيها أبدا..وأن يتقبل عمرتي لأبي

 
رحيق © 2007 *Feito por Templates para Você*